حوار مع معالي الدكتورة مي كيلة وزيرة الصحة الفلسطينية بشأن جائحة كورونا في ظل الاحتلال الاسرائيلي.
عقدت مؤسسة جمعية اعرف تراثك وموقعها واشنطن يوم الأحد الموافق في العشرين من شهر شباط الحالي مؤتمرا بوجود وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي كيلة المتحدث الرئيسي عبر تقنية زووم تحت عنوان جائحة (كوفيد 19) في فلسطين حيث اكدت معاليها في بداية حديثها ان فلسطين قوية بأبنائها واصدقائها ولمكافحة جائحة كورونا ومعها ايضا وباء الاحتلال الجاثم على أرضنا الفلسطينية وفي سياق مداخلتها، أطلعت وزيرة الصحة الحضور على مجمل التطورات المتعلقة بفايروس كورونا منذ بداية ظهوره في شهر أذار من العام المنصرم 2020. وركزت في حديثها على السياسات التي انتهجتها وزيرة الصحة بهذا الشأن وتطرقت الى التحديات التي تواجهها دولة فلسطين جراء هذا الوباء الخطير .
وشرحت الخطة الاستراتيجية الوطنية وكيفية تنفيذها تحت قيادة وزيرة الصحة من مفهوم الخطر المحدق بفلسطين وتاكيد على جهوزية الوزارة،اضغط هنا للحصول على رؤى إضافية ، من عرض الدكتور كيله عن الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة.
كما اكدت الدكتورة مي كيلة ان لدى اسرائيل 8 ملايين جرعة لقاح بينما لم تحصل فلسطين على جرعة واحدة من هذا اللقاح ومن هذا المنطلق تعتبر هذه القضية قضية شعب بأكمله وعلى المجتمع الدولي مسؤولية اخلاقية في الدرجة الاولى على ان يمعن النظر فيها ولا يجوز لهذا المجتمع كعادته الكيل بمكيالين خصوصا ونحن فاننا لسنا وحدنا فنحن شعب محاط بالكثير من الاصدقاء المتضامنون معه في الكثير من دول العالم ونحن نسعى بكل جد مواصلة الكفاح لتأمين جرعات اللقاح بما في ذلك مكافحة سياسة الفصل العنصري التي تتبناه اسرائيل تجاه الكادر الطبي كما تطرقت معالي الوزيرة الى الوضع الصعب الذي تعانيه غزة المحاصرة على وجه الخصوص والتي تخضع لحصار خانق لاكثر من ثلاثة عشر عاما من الاحتلال الذي يحاول باستمرار بوضع عشرات العراقيل امام اية تدابير وتطبق مفهوم التباعد الاجتماعي وذلك نظرا للكثافة السكانية العالية في القطاع وعلينا الا ننسى ان هناك ايضا نقص كبر في اسرة المستشفيات والاطقم الطبية المنخصصة وخلال المؤتمر شددت الدكتورة مي على اهمية ودور الجاليات الفلسطينية في بلاد الشتات الداعمة بشكل لا يصدق على طول البلاد وعرضها من استراليا الى تشيلي خاصة في امريكا الشمالية كان دعمهم بالدم وبنبضات القلب للمساعدة في جهودنا المستمرة في جمع التبرعات واشارت كيلة الى اننا نعتمد في سعينا هذا على دعم ومساعدة وجهود الفلسطينين المستمرة لجمع التبرعات.
من أجل التصدي لهذا الوباء وتفشيه قدر الامكان من قبل وزارة الصحة بكل أذرعها وطواقمها الطبية ممثلة بالدكتورة مي كيلة واعطاء هذا الموضوع اهمية قصوى لاستمرارية الخدمات الصحية الاساسية للشعب الفلسطيني مع ضرورة ضمان الخدمات الوقائية والتشخيصية لهذا الوباء الذي دق ناقوس الخطر مع المطالبة لتعزيز النطام الصحي لوسع مدى ليكون قادرا على احتواء هذه الجائحة والاستعداد المتواصل لمكافتحها وايضا الحصول على رؤى اضافية تتحق من خلال العرض الوافي والشفاف الذي قدمته معاليها من خلال الخطة الاستراتيجية التي تشمل نظام رقابة الكتروني شامل يغطي كل ارجاء الوطن بما في ذلك وحدات طبية متخصصة تعمل داخل وزارة الصحة لتوسيع خدمات الصحة البدنية كافة بما فيها العقلية الافتراضية للشخصية الفلسطينية وتشمل عناصر الاستعداد الصحي الأساسي بالاضافة الى جهود التثقف الصحي والتوعية المجتمعية تماشيا ومصلحة المواطن وذلك للوقاية من انتشار هذا الوباء الفتاك وتماديه والحد من تسارع تفشيه.
وكان مقدموا الخدمات الصحية الرئيسيون في فلسطين ممثلة بوزارة الصحة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين في الشرق الأدنى (الانروا) والمنظمات الغير حكومية والقطاع الخاص، حيث كان لهذه المنظمات دورا مركزيا في تشغيل مراكز العلاج الجديدة التي انشأت خصيصا للتصدي لهذا الوباء وذلك بالاضافة الى المراكز القائمة حاليا والتي تخدم المجتمعات الفلسطينية في اماكن تواجدها قبل ظهور الوباء وكان لاصحاب المصالح العليا في العالم مثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي والبنك الدولي وجمهورية المانيا الاتحادية بتوفير الموارد لتوسيع مظلة القوى العاملة حاليا عبر 749 مركزا تشمل الرعاية الصحية الأولية الفاعلة في فلسطيني ومن منظور وزارة الصحة التي تقدر العدد الاجمالي للسكان الفلسطينين بثلاثة ملايين نسمة هؤلاء يجب ان يحصلوا على الرعاية الصحية اللازمة بما فيها برنامج التطعيم حتى يتمكنوا من الوصول الى المناعة المطلوبة وهذا أمرا واضحا ومفهوما لا لبس فيه للاحتلال الذي يجب ان يعرف ان هذا التطعيم بالنسبة للفلسطينين امر اساسي في تحديد سياق توقعات التطعيم هذا ضد فايروس كورونا رقم 10 في فلسطين.
وقد علق السيد راتب ربيع رئيس جمعية اعرف تراثك بالقول ان الدكتورة مي قدمت عرضًا تفصيليا شاملاً يوضح بكل دقة عمل القطاع الصحي الذي يعمل على خدمة الشعب الفلسطيني، بما يتوافق مع عمل منظمة الصحة العالمية ، ومركزمكافحة الأمراض والوقاية منها وغيرها من المنظمات الصحية الدولية.
وتابع السيد ربيع تعليقه بالإعلان عن إنشاء لجنة صحية لجمعية اعرف تراثك برئاسة الدكتورة رزان كيلة التي أدارت المؤتمر الافتراضي. وستقوم اللجنة الصحية التابعة للجمعية بتنسيق جهود الخدمات الصحية بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة الفلسطينية.
وكانت الدكتورة كيلة، قد حصلت مؤخرًا على جائزة “امرأة العَقد في الحياة العامة والريادة والإنسانية”، وفي نهاية المؤتمر الافتراضي وجهت رسالة ملهمة لجميع صانعات التغيبرقائلة كوني قوية، فلنواصل عملنا ونطور أنفسنا” لأنه لا يزال بإمكاننا فعل الكثير من أجل فلسطين والإنسانية”.
اذ تفختر جمعية اعرف تراثك بأنها دائما تخلق رابطًا بين المغتربين والداعمين لفلسطين وذلك للحفاظ على الدعوة الفلسطينية والشراكات والتراث والثقافة وتعزيزها وايضا لدعم هذا الترابط ستعقد جمعية اعرف تراثك سلسلة مناقشات وورش عمل افتراضية مستمرة لجميع أصحاب المصالح الرئيسيين وتفعيل استراتيجيات دعم ملموسة لفلسطين.
كما تعرب جمعية اعرف تراثك عن امتنانها لشبكة خريجي جمعية اعرف تراثك، التي تتألف من 300 ونيف من المهنيين الشباب في 20 دولة داخل الشتات الفلسطيني.